خير الأيام عند الله «العشر الأوائل من ذي الحجّة» ماذا نفعل فيها؟
مقالات

خير الأيام عند الله «العشر الأوائل من ذي الحجّة» ماذا نفعل فيها؟

7 يونيو 2023

أيام مباركة تهلّ علينا وفضلها عند الله عظيم، حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة بالإكثار من الأعمال الصالحة ومجاهدة النفس.

وذلك لما رواه ابن عباس رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» صحيح البخاري.

ولم يُحدّد النبي عملًا معينًا من الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة، بل جعل الأمر مطلقًا، والأعمال الصالحة متعددة وكثيرة مثل ذكر الله تعالى والصيام وصلة الأرحام وتلاوة القرآن والحجّ والصدقات وغيرها.

 

فما هي فضل العشر الأوائل من ذي الحجّة؟

تبدأ العشر الأوائل منذ بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس، وأفضل ما يُمكن أن يقوم به المؤمن في نهار هذه الأيام هو "الصيام" كما أن أفضل ما يمكن أن يقوم به بالليل هو "صلاة القيام"،

ما هي أهم الأعمال التي يمكن القيام به في العشر الأوائل من ذي الحجّة؟

أولًا: صيام يوم عرفة.

صيام اليوم التاسع من ذي الحجّة، يحقق فضل العشر الأوائل من ذي الحجة لما يحظى به من مكانة كبيرة عند الله، وفيه يُقبل الدعاء ويغفر الله الذنوب لعباده، لقوله

صيام يوم عرفة

يُشار إلى أن صيام اليوم التاسع من ذي الحجّة، وهو يوم عرفة مشروع لغير الحاج فقط، ويحقق فضل العشر الأوائل من ذي الحجة لما يحظى به هذا اليوم من مكانة كبيرة، ففيه يُقبل الدعاء ويغفر الله الذنوب جميعا.

لقوله ﷺ: «صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ» صحيح الجامع.

ويُستحب أن يصومه غير الحاجّ ابتغاء تكفير ذنوبه، فهو من أيام الله العظيمة، وعلى كل مسلم أن يستغل فيه نفحات الخير والبركة والرحمة من الله.

صيام تسع من ذي الحجة "من العشر الأوائل"

حافظ الرسول ﷺ على صيام هذه الأيام، وذلك لما روي حفصة -رضي الله عنها-، قالت: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ) أخرجه أبو داود.

التكبير:

أشار العلماء إلى أن المسلم مع بدء العشر من ذي الحجة يجوز له أن يردد «الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد» لما فيه من بركة عظيمة وإجلال لله تعالى وفضله على عباده المؤمنين.

قيام الليل

من أكثر الأعمال التي تقرّب الإنسان إلى الله تعالى، ومن أكثر العبادات التي يُمكن استغلال أوقات الليل في هذه العشر هو "قيام الليل" وقد ذهبت بعض التفسيرات إلى أن المقصود بقوله تعالى "والفجر* وليالٍ عشر" هي العشر الأوائل من ذي الحجة.

وقد قال النبي ﷺ «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ» صححه الألباني.

الزكاة والصدقات

على المؤمن أن يغتنم أيام العشر في نيل البركة بالإنفاق والتصدّق، فما تنفقه يعود لك أضعافًا، فالله يُضاعف العمل الصالح للمؤمن، فإن كان باستطاعتك فعليك بسنّة الأضحية، أو التصدّق بما تستطيع للفقراء والمساكين.

لماذا للعشر الأوائل من ذي الحجة كل هذا الفضل العظيم؟

قال العلماء: لأنها متصلة بفريضة الحج، ويأتي في نهايتها يوم عرفة، وله عظيم الفضل عند الله، وأيضًا يوم العيد، وهو أعظم حرمة عند الله عن سائر الأيام، لما فيه الحج الأكبر، وكذلك إشاعة الأمن في كافة البلاد عامة، لتهيئة الجو للمسافرين والحجاج، وكذلك لمن تركوهم وراءهم، للانشغال بالعبادة والذكر.

فهذه الأيام فرصة لأداء جميع العبادات، من صلاة وصيام وصدقة وحج، فاغتنموها.

وفي هذه الأيام المُباركة اجعل لك صدقة جارية يمتدّ أثرها حتى بعد مماتك، شارك مع وقف الوفاء في مشروع المزرعة الوقفية، والذي يُنفق ربحه في دعم الأرملة والمرأة المعيلة، لنمنحها فرصة في بدء مشروع خاص والإنفاق منه على أسرتها.

كن أنت الأمل.. ساهم الآن

يمكنك نشر المساهمة عبر المنصات الأتية