دور الوقف في المجتمع المدني ومواجهة الكوارث
مقالاتالحضارة الإسلامية والإرث الاجتماعي بكل مقوّماتها ومكوّناتها الدينية والثقافية وغيرها تحتّم على الشعو...
Message was sent to our staff successfullly
تحتاج الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية إلى قدرات وطاقات مالية وبشرية فنّية متخصصة، وقد تعجز عن هذه القدرات والطاقات دول بأكملها، مما يستدعي تدخل جهات أخرى لمساعدتها والتخفيف عنها لتجاوز محنتها، ومن أبرز هذه الجهات التي لها دورٌ فاعل ويُمكن الاستعانة بها في أوقات الأزمات والكوارث هي "المؤسسات والجهات الوقفية".
دور الوقف في تمويل العمل الإغاثي:
جاء في تقرير مالي للمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب (IRIT) التابع للبنك الإسلامية للتنمية بجدة (IDB)، أن القيمة السوقية المالية للوقف في الهند مثلًا بلغت سنة 2015 حوالي (24) بليون دولار، وأن حصيلة الزكاة في العالم العربي والإسلامي قُدرت ما بين (232 و 560) بليون دولار.
ورغم هذا الحجم المالي الكبير للقطاع الخيري في الصورتين السابقتين، تبقى الاحتياجات الإنسانية قائمة، بل ترتفع من سنة إلى اخرى، وذلك بسبب قلة التنسيق وغياب آلياتٍ لتوجيه هذا المال بفاعلية لخدمة الإغاثة، والاحتياجات الإنسانية في العالم العربي والإسلامي وبقية المجتمعات الإنسانية الكبرى.
وهذه الوضعية تستلزم إعادة تنظيم القطاع الخيري عمومًا والوقفي منه خصوصًا، على مستوى القطاع الوقفي العمومي والأهلي.
كيف تساهم المؤسسات الوقفية في العمل الإغاثي؟
ويمكن لمؤسسة الوقف الحكومية أو الأهلية أن تساهم في العمل الإغاثي الإنساني المحلي أو الدولي، وذلك بالقيام بالخطوات العملية التالية:
أولًا: تحديد المركز القانوني للوقف للإغاثة الإنسانية:
يعد تحديد المركز القانوني للمؤسسة الوقفية مهمًّ، قبل التفكير في الدخول في عملية المساندة لعمليات الإغاثة الإنسانية، بحيث يجب على المؤسسة أن تتبع النظم المؤسسية القائمة محليًّا ودوليًّا منذ حصولها على الاعتماد الرسمي، وأن يكون لها قانونها الأساسي المتضمن أهداف إنشائها، ومجالات عملها الإغاثي وحدوده، ومصادر مواردها، وآليات مساندتها... إلخ.
ثانيًا: وضع آليات حماية المال الإغاثي:
تهتم المؤسسات المعاصرة بضرورة وضع آليات عملية؛ لحماية الموارد المالية للمؤسسات إيرادًا وإنفاقًا؛ حتى تتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة التي أُسست من أجلها من جهة، وتعزيزًا للثقة التي أودعها فيها مجموع المسهمين من جهة أخرى، والمؤسسة الوقفية الإغاثية لا تخرج عن هذه القاعدة، أي: وضع مخطط لحماية المال ووقايته قبل الكارثة ووقت حدوثها وبعد وقوعها؛ عملًا بمقتضى الأمانة في الشريعة الإسلامية من جهة، وتحقيقًا لمقاصد الواقفين من جهة أخرى، وتعزيزًا للثقة بين المؤسسة والجهات ذات الصلة بالعمل الإغاثي، سواء أكانوا مستفيدين أم شركاء.
ومن هنا يجدر بالمؤسسة العمل على الآتي:
المشاركة سرّ نجاح العمل الوقفي الإغاثي
من الضروري عقدُ مؤسسة الوقف اتفاقيات وشراكات مع منظمات الإغاثة الإنسانية التي تعمل في القطاع العام أو الخاص المحلية والدولية، ويُعدُّ ذلك أمرًا مهمًّا للأسباب التالية:
الأوقاف تحمي وتقلل من خطر الكوارث على المجتمعات
يُعَدّ بناء قدرات الصمود والمواجهة بالنسبة للمجتمعات المعرضة للكوارث من أبرز الخطوات المهمة، للتحضير لهذه الكوارث أو للتخفيف من مخاطرها وآثارها المختلفة، وخاصة في المناطق التي ينتشر فيها الفقر، ويمكن لمؤسسة الوقف أن تسهم في هذا المجال على النحو الآتي:
دور الوقف في دعم مراكز الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بالكوارث
تهتم المؤسسات الوقفية المعاصرة بمسألة دراسة الكوارث، والأسباب المباشرة وغير المباشرة لها وآليات التنبؤ بها.. ، وبيان الأطراف الواجب إشراكها قبل وقوع الكارثة وزمن حدوثها وبعد وقوعها، ويمكن لمؤسسة الوقف أن تسهم مع المؤسسات الإغاثية ذات الصلة بما يأتي:
دور الوقف في دعم الأنشطة الخاصة بالتوعية المدرسية والوقاية من الكوارث:
تُعدّ مشاركة الوقف في تدريب أطفال المدارس بأطوارها الثلاثة (الابتدائية والمتوسطة والثانوية) أمرًا في غاية الأهمية للعملية الاستباقية، وللاستعداد للكوارث والتخفيف من الاضرار، فالتلاميذ يعتبرون أفضل وسيط بين المنظمات المهتمة بالكوارث والمجتمع أو الأهل؛ بنقلهم هذه الإجراءات وتطبيقها مع أهلهم، كونها جزءًا من عملهم الدراسي: ويمكن لمؤسسة الوقف الحكومية أو الأهلية مساندة المنظمات الإغاثية كاليونيسيف، ووزارة التعليم في المناطق المهددة بالكواثر، بتخصيص صندوق وقفي تحت شعار: "وقف المدارس الآمنة"، يعمل على تحقيق ما يأتي:
وفي النهاية لا يخفى على أحد أثر الوقف الخيري على المجتمعات الإسلامية والعربية، وما له من إسهامات ومشاركات مختلفة للمجتمعات الإنسانية من أجل المحافظة على مقاصد وجودها، ودفع ما يتسبب في الإضرار بها وبمستقبلها، ونحن في وقف الوفاء نعمل على أن نكون نموذجًا يُحتذى به كمؤسسة وقفية ذات دور فعّال في الأمّة الإسلامية، تخدم المجتمع الإسلامي بكل ما تملكه من طاقات وموارد.
لذا ندعوكم للمشاركة في التعرّف على مشروعاتنا الوقفية وتقديم دعمكم لها قدر استطاعتكم.
وقف الوفاء أمّةٌ ترقى وأجرٌ يبقى