دور الوقف في المجتمع المدني ومواجهة الكوارث
مقالاتالحضارة الإسلامية والإرث الاجتماعي بكل مقوّماتها ومكوّناتها الدينية والثقافية وغيرها تحتّم على الشعو...
Message was sent to our staff successfullly
هذا العام الجديد سيكون مختلفًا، لأنه يأتي والأمّة تعيش أزمات على مختلف الأصعدة، وتحتاج لدعوة صادقة تخرج من القلب ويد عونٍ حانية، وأن يُبذل العطاء لنهضة هذه الأمّة وعزّة أبنائها.
فالأمّة تحتاج لعطاء علمائها بأن يبذلوا العلم ويحثوا الناس على الخير، وتحتاج أيضًا إلى المُنفق المُحتسب الذي ينشر الخير لله وحده لا يرجوا جزاءًا من أحدٍ غيره، وتحتاج إلى عطاء من أهل التربية والإعلام والرياضة والاقتصاد والقانون، لكي تنهض من جديد على مختلف المستويات والأصعدة.
وهنا نتساءل هل البخل وعدم الإنفاق داء؟ هل يجب أن نشخّص حالته ونبحث عن علاجه إن كان كذلك؟ للأسف الإجابة "بلى" هو كذلك، فالبخل أصبح ظاهرة بارزة أمام أعيننا جميعًا، فهناك من يبخل بالمشاعر وهناك من يبخل بالكلمة الطيبة، وهناك من يبخل بوقته، وهناك من يبخل بماله، وهذا كلّه يؤدي إلى تقصير كبير في تقدّم الأمّة، والذي يؤدي إلى تأخرها في الكثير من ميادين الحياة "علميًا وثقافيًا واجتماعيًا ودينيًا"!
فماذا نفعل أحبتنا؟
الإجابة في صُلب المشكلة، أن ننبذ البخل ونجعل من الجود والكرم والعطاء سجيّة وعادة تلزم المجتمع الإسلامي بأكمله، أن يعُمّ البذل والعطاء لنرى من جديد مجتمع من الإحسان، يشدّ بعضه بعضًا ويتألم بعضه لألم بعضه، فقد قال النبي ﷺ «المؤمن لِلْمؤْمن كالبُنْيان يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضا، ثُمَّ شَبّك بين أَصابعه» رواه البخاري، وقال الله تعالى «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» المائدة - 2.
أن نوقن أن نجاة الأمّة يكون بالزهد في الدنيا، أن لا تملك قلوبنا وأن نستعد للبذل بكل ما نملك مثلما كان يفعل أبو بكر الصديق، وأن نكون على يقين أن الله سيُغنينا الله من فضله، كيقينه رضي الله عنه عندما قال له النبي ﷺ «ماذا تركت لأهلك» فأجاب أبو بكر: «تركت لهم الله ورسوله»!
فما أحوجنا ليقين مثل هذا الآن!
وفي نفس الوقت أن نعلم أن البخل طريق آخره هلاك للجميع، من يملك المال ومن لا يملكه!
الناسُ تحتاج إلى من يحثهم على البذل والعطاء، أن يتدرّب الجميع على ذلك، لنأخذ معًا بأسباب نهضة الأمّة.
فالعطاء والبذل ليس من فضل الأعمال وحسب، بل هو مسألة أخروية تدل على صدق الإيمان وثباته وتعمّقه بقلب المسلم، بل هي البرهان على صحّة تصوّر المسلم لهذه الحياة، بأن يبذل الآن ليطلب النعيم في الآخرة.
نأمل أن تحثّ هذه الكلمات في نفوس من يقرأها رغبة البذل والعطاء، وأن تكون سببًا لأن ينتفع بها كل من يمرّ عليها فتنفعنا جميعًا لنُحشر جميعًا مع المُنفقين والمتصدّقين في الجنّة بإذن الله.
ساهم الآن بصدقة جارية يمتدّ أثرها مع وقف الوفاء، في مشروع المزرعة الوقفية
أوقف الآن وكن من السابقين