دور الوقف في المجتمع المدني ومواجهة الكوارث
مقالاتالحضارة الإسلامية والإرث الاجتماعي بكل مقوّماتها ومكوّناتها الدينية والثقافية وغيرها تحتّم على الشعو...
Message was sent to our staff successfullly
بدأت قصّة بئر رومة حينما بدأت المدينة المنوّرة بالازدهار بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها، فوجد المسلمون حينها أن أحد أعذب مصادر المياه تقع في منطقة العقيق الأصغر ويسمّى "بئر رومة"، في نفس الوقت الذي كانت كل مياه المدينة تجفّ إلا هذا البئر!
ولم يكن الوصول لهذا البئر سهلًا، لأن مالكه يشترط الدفع لشرب الماء، وهذا الأمر لم يكن في متناول الكثير من أهل المدينة حينها، وعندما قال النبي صلى الله وسلم حديثه المعروف «من يشتري بئر رومة وله الجنّة» بادر عثمان بن عفّان رضي الله عنه لشراء هذا البئر وجعله وقفًا عامًّا لجميع الناس يشربون منه مجّانًا.
وصف البئر
ومن أوائل من وقف على عينها ووصفها وصفاً دقيقاً المؤرخ المعروف عبد القدوس الأنصاري، إذ قال عنها في كتابه الشهير (آثار المدينة) ما نصه: ((تقع هذه البئر في عرصة العقيق الكبرى، بغرب مجتمع الأسيال (زغابة) بشمالي غرب المدينة، وقطرها أربعة أمتار وعمقها اثنا عشر متراً، وبجوارها أبنية مستحدثة وإيوان أو مسجد، لا أدري أله محراب أم لا، ولعل بانيه بعض ولاة بني عثمان؛ نظراً لطراز بنيانه، وأمام هذا الديوان أو هذا المسجد بركة مربعة واسعة جميلة ... والبئر غزيرة الماء، وماؤها عذب صاف، خفيف للغاية، وهي مطوية بالحجارة المطابقة المنحوتة طياً محكماً، وتسقي مزرعتها بالسانية، وتوجد بناحيتها الجنوبية بمسافة نحو ٤٠ متراً آثار بناية ضخمة علتها الرمال، وقد كشف عنها أخيراً مستأجر المزرعة المرحوم الأستاذ أحمد عايد، ليعمر من حجارتها مكاناً بجانب البئر، فظهرت أن هذه البناية هائلة، وبدت تربيعات غرفها العظيمة، وقد عثر على قبر فيها، وفيها هياكل بشرية، وقد رأيت أحد القبرين، فإذا شكله يدل على أنه قديم جاهلي)).
مرّت 1400 عامًا وأكثر على شراء الصحابي الجليل عثمان بن عفّان لبئر رومة، ولا يزال البئر حتى الآن يروي سكّان المدينة بمائه، بل يسقي نخيلهم وأشجارهم!
كيف تطوّر البئر عبر مئات السنين؟
الخدمات التي يقدّمها البئر الآن
هل تريد أن يكون لك صدقة تُعطي ثمرتها للمحتاجين إلى يوم القيامة؟
أمامك الفرصة الآن مع وقف الوفاء في «مشروع المزرعة الوقفية»، ويُمكن أن تُوقف لك ولمن تُحب بـ 50 دولارًا سهمًا وقفيًا.
ساهم الآن واجعل لصدقتك أثرًا يمتدّ
للمساهمة في مشروع المزرعة الوقفية